فإذا جاء من بيت المال شيء فإنهم يأخذونه جميعاً بالتساوي. فلن يقع، ولا يمكن أن تتخيل هذا العدل إلا في عهده صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين، لكن لما نسينا ذلك، وأهملناه وغفلنا عنه؛ عشنا في ظلمات القرون المتأخرة، ثم جاءنا من الغرب هذا البهرج، والعدالة الاشتراكية، والديمقراطية.. وإذا في كل بلد حزب اشتراكي يريد المساواة، والحرية، والعدالة، والديمقراطية، وكل هذه الشعارات زائفة باطلة، فجاءت ومعها الكفر والإلحاد، فأخذ شباب المسلمين ما فيها من كفر وإلحاد، ولم يأخذوا حتى الجانب الآخر منها، فلا يمكن أن تجد اشتراكياً عربياً يتنازل عن قطعة من أرضه لواحد من الفقراء؛ ولو كان من زعماء الحزب الاشتراكي، بل وجدنا أنهم نحوا الإقطاعيين، وصاروا هم كبار الملاك، ويملكون أكبر الأراضي، وأكبر ما يمكن من أموال الشعب والأمة. فحتى الجانب المادي لم يأخذوه، وإنما أخذوا من الاشتراكية الإلحاد والكفر بالدين، ونسبة الدين إلى الظلم، وأن الظلم سببه الدين، وفي حياتهم العملية لم يأخذوا بالعدالة، ولم يأخذوا المساواة.